هل تُعلّق عضوية إسرائيل في الفيفا؟ دعوات متزايدة وسط صمت الاتحاد الدولي

هل تُعلّق عضوية إسرائيل في الفيفا؟ دعوات متزايدة وسط صمت الاتحاد الدولي

في ظل تصاعد الأحداث في غزة، تواجه الفيفا ضغوطًا متزايدة من جهات دولية تطالب باتخاذ موقف حازم تجاه إسرائيل، وسط دعوات لتعليق عضويتها من الاتحاد الدولي لكرة القدم، على غرار ما حدث مع روسيا في 2022.

إنفانتينو يدعو للسلام ويؤكد محدودية دور الفيفا

خلال افتتاح جلسة مغلقة لمجلس الفيفا يوم الخميس، دعا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جاني إنفانتينو، إلى إحلال السلام في غزة، مؤكدًا أن “قوة كرة القدم تكمن في توحيد الناس في عالم منقسم”. لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الفيفا “ليس بمقدوره حل المشكلات الجيوسياسية”، في رد غير مباشر على المطالب المتزايدة بتعليق عضوية إسرائيل.

ورغم حساسية الموقف، لم يأتِ بيان الفيفا على ذكر إسرائيل أو اتحادها الكروي، ما أثار تساؤلات حول موقف الاتحاد من الانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة، بحسب منظمات حقوقية.

دعوات أممية لتعليق عضوية إسرائيل بسبب غزة

في تطور لافت، دعا ثلاثة خبراء مستقلين من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي كلاً من الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إلى تعليق عضوية إسرائيل، معتبرين أن ما يحدث في غزة يرقى إلى “إبادة جماعية”. وأكدوا أن الهيئات الرياضية “يجب ألا تتجاهل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان”، خاصة عندما تكون موثقة من جهات دولية.

هذه الدعوات تأتي في وقت حساس، حيث تستعد المنتخبات لخوض تصفيات كأس العالم 2026، وسط مطالبات باستبعاد المنتخب الإسرائيلي من المشاركة في البطولة.

 

هل تُعلّق عضوية إسرائيل في الفيفا؟ دعوات متزايدة وسط صمت الاتحاد الدولي

مقارنة بموقف الفيفا من روسيا: ازدواجية في المعايير؟

أثارت تصريحات رئيسة الاتحاد النرويجي لكرة القدم، ليز كلافينيس، جدلاً واسعًا، حيث قالت: “إذا تم حظر روسيا، فيجب حظر إسرائيل أيضًا”. في إشارة إلى قرار الفيفا واليويفا المشترك في فبراير 2022، الذي قضى بحظر مشاركة المنتخب والأندية الروسية في جميع المسابقات الدولية، عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

هذا التصريح يعكس شعورًا متزايدًا لدى بعض الاتحادات الوطنية بوجود ازدواجية في المعايير، حيث يُعاقب بعض الأطراف على خلفية سياسية، بينما تُستثنى أطراف أخرى رغم وجود انتهاكات موثقة.

هل تتدخل الفيفا لحسم الجدل؟

حتى الآن، لم يصدر عن الفيفا أي موقف رسمي بشأن تعليق عضوية إسرائيل، رغم تصاعد الضغوط من منظمات حقوقية واتحادات وطنية. ويؤكد إنفانتينو أن دور الفيفا يتمثل في “الترويج للرياضة وقيمها التوحيدية والتعليمية والثقافية والإنسانية”، دون التورط في النزاعات السياسية.

لكن هذا الحياد يواجه انتقادات، خاصة في ظل تزايد المطالبات بأن تكون الرياضة أداة للعدالة والمساءلة، لا مجرد منصة تنافسية.

تأثير محتمل على تصفيات كأس العالم 2026

في حال استجابت الفيفا للدعوات المطالبة بتعليق عضوية إسرائيل، فإن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على تصفيات كأس العالم 2026، التي تستعد لها المنتخبات في مختلف القارات. وقد يؤدي القرار إلى إعادة توزيع المجموعات أو تعديل جدول المباريات، ما يضع الفيفا أمام تحديات تنظيمية وسياسية كبيرة.

الرياضة وحقوق الإنسان: هل يمكن الفصل بينهما؟

تطرح هذه الأزمة سؤالًا جوهريًا حول العلاقة بين الرياضة والسياسة، وهل يمكن فعلاً فصل كرة القدم عن القضايا الإنسانية؟ يرى كثيرون أن الرياضة لا يمكن أن تكون محايدة في وجه الانتهاكات الجسيمة، وأن الفيفا مطالبة باتخاذ موقف أخلاقي، خاصة عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان.

خاتمة: الفيفا أمام اختبار أخلاقي وسياسي

بين دعوات السلام التي أطلقها إنفانتينو، والضغوط المتزايدة لتعليق عضوية إسرائيل، يجد الاتحاد الدولي لكرة القدم نفسه أمام اختبار حقيقي. هل يلتزم بالحياد الرياضي؟ أم يستجيب لمطالب العدالة الإنسانية؟ الأيام القادمة ستكشف ما إذا كانت الفيفا ستتخذ موقفًا حاسمًا، أم ستواصل سياسة الصمت.

 

 

هل تُعلّق عضوية إسرائيل

اعلان
اعلان

مقالات ذات صلة